ملخص سوق العملات

ملخص سوق العملات

نشرت يوم ‏2019/01/11 في تمام الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش

بيانات التضخم في الولايات المتحدة في دائرة الضوء

 

  • الدولار يرتفع بشكل بسيط بعد تصريحات باول. بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي اليوم ستكون حاسمة
  • الفرنك السويسري يتراجع، وقد يكون البنك المركزي السويسري على الأرجح وراء هذه الحركة
  • تفاؤل تطورات ملف التجارة بين الولايات المتحدة والصين يعزز الدولار الأسترالي والنيوزلندي
  • حالة عدم اليقين المحيط بمسألة البريكزيت تستمر قبل التصويت البرلماني الأسبوع المقبل

 

باول يساعد الدولار على الارتداد، ولكن يبقى علينا ترقّب بيانات التضخم القادمة

في تصريحاته بالأمس، بقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول في الغالب “متشبثاً بموقفه الأخير” ، مؤكدًا على التحول الأخير في رد فعل الاحتياطي الفيدرالي الوظيفي. وقد أكّد أن البنك المركزي قادر على ابقاء سياسته دون تعديل بظل الخلفية التضخمية الخافتة. ومع ذلك، أشار أيضًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يعتزم تقليص حجم “ميزانيته” بشكل كبير، إلى حد يمكّنه من ابقاء احتمالية مواصلة التشديد قائمة. ويبدو أن هذا قد أثار حفيظة بعض المستثمرين، مما ساعد الدولار على إغلاق الجلسة مرتفعاً. ومع ذلك، كانت تعليقات نائب الرئيس كلاريدا أكثر تشاؤماً، فقد أشار الأخير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس عليه انتظار تباطؤ الاقتصاد قبل الاستجابة، ودفعت تلك التعليقات بالدولار إلى الانخفاض صباح يوم الخميس.

اليوم، ستنتقل جميع الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر ديسمبر. نذكر أنه طالما استمر الإغلاق الحكومي الجزئي، لن يتم إصدار بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وبالتالي فإن مؤشرات أسعار المستهلكين هي بيانات التضخم الوحيدة “في البلاد” في الوقت الحالي. من المتوقع أن يكون المعدل السنوي لمؤشر أسعار المستهلك الرئيسي قد انخفض، وذلك من المرجح أن يكون ناتج عن انخفاض أسعار الطاقة، حيث أنه من المتوقع أن يكون المؤشر الأساسي قد بقي دون تغيير عند 2.2٪. أما بالنسبة للدولار، فبالنظر إلى التحولات الحمائمية للاحتياطي الفيدرالي، فمن المحتمل أن يخسر اذا جائت مجموعة بيانات مؤشر أسعار المستهلكين مخيبة للآمال أكثر مما قد يتستفيد اذا جائت مجموعة البيانات قوية. من المحتمل أن تعيد الأسواق تسعيرها لوتيرة رفع معدلات الفائدة بسرعة في هذه المرحلة.

 

الفرنك السويسري ينهار: فهل يقع اللوم على البنك الوطني السويسري؟

انخفض الفرنك السويسري بشكل حاد بالأمس، بظل غياب أي محفز رئيسي لذلك. صحيح أن الرغبة في المخاطرة كانت مرتفعة معظم الوقت بالأمس، فقد تراجع الين الدفاعي وتمكنت أسواق الأسهم الأمريكية من تحقيق بعض المكاسب، الّا أن حجم تحركات الفرنك كان كبيراً للغاية.

وبالتالي، يبدو أن عمليات البيع التي شهدتها العملة السويسرية تحمل بصمات البنك المركزي السويسري، فقد يكون البنك تدخل لإضعاف العملة، والتي كانت قد ارتفعت بشكل عام في بيئة النفور من المخاطرة التي شهدها السوق في الآونة الأخيرة. بشكل عام، يعتبر هذا بمثابة تذكير بأنه في كثير من الأحيان، يتدخل البنك المركزي السويسري على الأرجح في السوق، وقد يواصل التدخل للسيطرة على قوة الفرنك إذا استمر النفور من المخاطرة بدفعه إلى الأعلى.

 

مونشين يثير التفاؤل في ملف التجارة، لكن الأسهم لا تستفيد

أشار وزير الخزانة الأمريكي منوشين الليلة الماضية، إلى أن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو سيزور الولايات المتحدة لاستئناف محادثات التجارة في وقت لاحق من هذا الشهر، مما غذى الآمال بامكانية توصل الطرفان الى عقد صفقة في وقت أقرب قليلاً – أو على الأقل أن يحرزا التقدم. وقد دفعت تلك الاشارة بالعملات الحساسة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي والنيوزلندي إلى ارتفاع، بيد أن ما يثير الاهتمام هو أن العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية تشير إلى الى امكانية افتتاح هذه المؤشرات تداولات اليوم منخفضة بشكل هامشي.

 

عدم اليقين المحيط بمسألة البريكزيت يستمر

في المملكة المتحدة، يبقى الموضوع المهيمن هو جلسة التصويت البرلماني على اتفاق البريكزيت الذي حصّلته رئيسة الوزراء ماي، والتي ستعقد يوم الثلاثاء. لا يزال هناك إجماع على أن ماي ستخسر التصويت، ربما بفارق كبير. وقد تساعد هزيمة ثقيلة للحكومة حزب العمال المعارض على محاولة طلب اجراء انتخابات مبكرة. من غير المحتمل أن يتضح المشهد السياسي في أي وقت قريب.

مع ذلك، نشير أن الأسواق قد سعّرت لغاية الآن الكثير من “السلبية” للجنيه الاسترليني. ومن ثم، فإن أي تطور يوحي بأن ماي قد تتمكن في نهاية المطاف من دفع الاتفاق (اذا كانت خسارتها ضيقة جدا في البرلمان)، أو أي تطور يزيد من احتمالية اجراء الاستفتاء الثاني في الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يقابله انتعاش هائل في العملة البريطانية. اليوم، من المقرر صدور بيانات إجمالي الناتج المحلي البريطاني لشهر نوفمبر، ولكن مع بلوغ ملف البريكزيت مثل هذه المرحلة الحاسمة، قد تبقى تطورات السياسة هي القائد الرئيسي للعملة.