ملخص سوق العملات
نشرت يوم 2018/10/09 في تمام الساعة 09:02 بتوقيت غرينتشالين يعاود الانتعاش وسط تفاقم المخاوف من الصين وإيطاليا
آخر التطورات في الأسواق العالمية:
- العملات: ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.11٪ يوم الثلاثاء، موسعاً المكاسب التي سجلها في الجلسة السابقة. يعود ذلك إلى حد كبير الى انخفاض اليورو، صاحب الوزن الأكبر في هذا المؤشر حتى الآن. تأثرت العملة الأوروبية ببقاء المخاوف بشأن الموزنة الإيطالية في دائرة الضوء. وحقق الين الأداء الأفضل بين العملات الرئيسية، في ظل رغبة المستثمرين بالتحوّط وسط مؤشرات على أن الصين تستعد لمعركة تجارية مطولة مع الولايات المتحدة.
- الأسهم: قبيل نهاية جلسة يوم الاثنين استعادت الأسواق الأمريكية معظم الخسائر التي كابدتها في أوائل الجلسة لكنها رغم ذلك أغلقت في المنطقة السلبية، حيث أن المخاوف من تباطؤ محتمل في الصين وسط التوترات التجارية واستمرار المخاوف حول إيطاليا أبقت الرغبة في المخاطرة هشّة. فقد انخفض مؤشر ناسداك المركب (بنسبة -0.67٪) ، كما انخفض مؤشر S&P 500 (-0.04٪). بينما ارتفع مؤشر داو جونز (+ 0.15٪) بشكل مفاجئ. في آسيا، انخفض مؤشر Nikkei 225 الياباني (-1.32٪) وتوبيكس (-1.76٪) يوم الثلاثاء وسط ارتفاع الين، في حين ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج بنسبة هامشية بلغت 0.18٪. من ناحية أخرى، يبدو أن جميع المؤشرات الرئيسية في أوروبا ستفتتح تداولات اليوم مرتفعةً، كما تشير العقود الآجلة.
- السلع: ارتفع خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بنسبة 0.6٪ تقريبًا، ووصلا الى 74.73$ و 84.45$ للبرميل. الدليل على أن صادرات الخام من إيران تتراجع مع اعادة فرض الولايات المتحدة العقوبات على ايران من جديد، واحتمالية تراجع الإمدادات نتيجة تحرّك الإعصار عبر خليج المكسيك، دعما الأسعار. في المعادن الثمينة، ارتفع الذهب بحوالي 0.15٪ ووصل إلى 1189$ للأونصة. من الجدير بالذكر أن المعدن المقوم بالدولار ارتفع على الرغم من قوة الدولار المعتدلة. عدم اليقين بشأن ايطاليا والبريكزيت ربما يعزز الملاذ الامن التقليدي.
الأصول الأكثر نشاطاً: الين يحقق أداء جيّد بدعم من تراجع الرغبة في المخاطرة. المشاكل الايطالية تضغط على اليورو
بقيت معنويات المخاطرة هشّة يوم الإثنين، وسجّل الين الياباني الأداء الأفضل بين عملات مجموعة الدول العشرة، بسبب المخاوف من تدهور الصورة الكلية في الصين والتداعيات المحتملة من الأزمة التجارية مع الولايات المتحدة. فسّر المستثمرون الحوافز النقدية والوعود بالأنفاق المالي من جانب السلطات الصينية على أنه علامة على أن الأمة “تحفر” من أجل معركة اقتصادية مطولة مع الولايات المتحدة، مما دفع بهم لتريب رؤوس أموالهم من الأسواق الصينية. وبالتالي أضعف قيمة اليوان، وهو شيء التقطه رادار وزارة الخزانة الأمريكية، التي أعربت عن مخاوفها بشأن انخفاض قيمة العملة. يمكن أن يسلط تقرير الخزانة الذي يصدر مرتين في العام عن وزارة الخزانة – والذي من المقرر صدوره الأسبوع المقبل – بعض الضوء على هذه المسألة.
تقدم الدولار أيضًا في هذه البيئة، مستفيدًا إلى حد كبير من ضعف اليورو، الذي بقي تحت الضغط في ظل تزايد المخاوف حول تشدد الأزمة بين إيطاليا والاتحاد الأوروبي. وقد ارتفعت العوائد على السندات الإيطالية الأطول أمداً إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2014. تصاعد الوضع بالأمس، حيث اتهم نائب رئيس الوزراء الإيطالي سالفيني مفوضية الاتحاد الأوروبي بأنها “العدو الحقيقي” لأوروبا، مستهدفاً سياسات التقشف في بروكسل. هبط اليورو أمام الدولار من 1.1520 ليستقر فوق 1.1470 بقليل، أي بالقرب من أدنى مستوياته في 6 أسابيع.
في موضوع البريكزيت، قلص الجنيه الاسترليني بعض خسائره السابقة – على الرغم من أنه لا يزال يبدو ضعيف أمام الين والدولار – بعد أن ذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم عرض جديد لكسر الجمود في مسألة حدود أيرلندا. يمكن التحقق من السلع المتجهة إلى أيرلندا من أجل السلامة والمعايير التنظيمية “في أي مكان” في المملكة المتحدة، وليس فقط في الموانئ كما نوقش سابقًا، وبالتالي تجنب الحاجة إلى حاجز تنظيمي عبر البحر الأيرلندي. من المحتمل أن يبقى الجنيه الاسترليني حساساً لأية عناوين قد تصدر خلال الأسابيع المقبلة، حيث قد يبقى متقلّباً بشكل عام قبل أن يسلك إتجاهاً أكثر وضوحًا ويرتفع اذا تمّ التوصل الى اتفاقية، أو ينخفض اذا ام يتمّ ذلك.
وأما المثير للدهشة فقد كان الدولارين الأسترالي والنيوزلندي الذين ارتفعا أمام الدولار الأمريكي حتى على الرغم من ضعف الرغبة في المخاطرة وقوة الدولار. لم يكن هناك أي أخبار من أستراليا أو نيوزيلندا، ورغم ذلك ارتدّ كل من الدولار الاسترالي والدولار النيوزيلندي من أدنى مستويات سجلاها في عامين أمام نظيرهما الأمريكي، ربما نتيجة عمليات جني الأرباح على صفقات البيع السابقة.
في الأسواق اليوم: أية عنواوين في السياسة الإيطالية، أو البريكزيت قد تشغل المستثمرين في يوم خالي من الاصدارات الاقتصادية
باستثناء بيانات بداية الإسكان لشهر سبتمبر من كندا عند الساعة 12:15 بتوقيت جرينتش، يخلو جدول بيانات يوم الثلاثاء من أي إصدارات. ومع ذلك، فان أية تطورات أخرى، على سبيل المثال على صعيد السياسة الإيطالية، يمكن أن تحفّز تحركات الأسواق اليوم.
يترقب اليورو أية تطورات في خطط ميزانية إيطاليا التي تشير على نحو متزايد إلى صدام بين المسؤولين الإيطاليين والإتحاد الأوروبي، وهو أمر سلبي للعملة بالطبع. فمن ناحية، قد تكون إيطاليا “أكبر من أن تفشل”، ولكن من ناحية أخرى ربما يمكن القول إنها “أكبر من أن يتم انتقاذها”. ويبقى أن نرى ما إذا كان الجانبان سيجلسان بشكل بنّاء على طاولة المفاوضات، أو يخففان من المخاوف، أو ما إذا كانت التوترات ستشتد. في إشارة إلى اتجاه الأخير، شجب نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني أمس رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ومفوض الشؤون الاقتصادية بيير موسكوفيتشي كأعداء لأوروبا.
في ملف البريكزيت، من المرجح أن يؤدي أي دليل ملموس من المفاوضين الأوروبيين على أن التواصل لاتفاقية للبريكزيت قد بات قريباً، سيعزز الجنيه الاسترليني. وعلى العكس، إذا اشتدّت الخلافات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعدت احتمالية التوصل الى اتفاقة، على الأقل في الوقت الحالي، فمن المتوقع أن تتعرض العملة البريطانية للضغوط.
في مكان آخر، سيظهر العديد من صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي للعموم اليوم: كابلان عند الساعة 11:30 بتوقيت جرينتش، ايفانز عند الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش و هاركر عند الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش. لا يتمتع أي منهم بحق التصويت في اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة في عام 2018. ومع ذلك، فإن تعليقاتهم قد تجذب الاهتمام في ضوء ثقة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتزايدة في رفع معدلات الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، سيشارك ميرسك من البنك المركزي الأوروبي في جلسة مناقشة عند الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش وسيقدم كارني حاكم بنك إنجلترا بعض الملاحظات عند الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش.